حلب يا رب حلب وربنا
حلب يا عروسة الأرض ومنبت الياسمين وعبقه الزكي ، ضعيفة هي الكلمات منهارة ركيكة تتراجف أطرافها ولا تقوى أن تتفوه وتصف الوحشية والدمار والخراب الذي أحدثه ضباع العالم في سوريا عامة وحلب خاصة ، تخونك اللغة عندما تريد أن تصف مناظر الأشلاء ، وصرخات الأمهات ،ودموع الأباء ، بل و تتجمد الحروف و تغدو طفلاً أمام تجربته الأولى لكتابة موضوع للتعبير في مادة اللغة العربية.|
هذه الايام الكلمات ناضحة بالألم فـ لون الدم في كل مكان ،ها نحن نعيش حياتنا بخجل كوننا نعيش الهزيمة والاحباط ألف مرة في اليوم. من دون ان نستطيع مقاومتها.
لم نعد نعتز بأنفسنا كما كنا في الماضي القريب من
هول الخذلان لأبناء
الشام وغيرها ،و ها هم دعاة القومية ....... قد نكسوا بوعودهم وهربوا
من خنادقهم. وتركوا ابناء الشام العزل فريسة للذئاب بل
كانوا عونا للمعتدي
قولا وفعلا . لقد أضعنا أنفسنا عندما أصغينا الى هرتقاتهم وتركنا صيحات
دعاة الوسطية من العلماء والكتاب ،
فضاعت الأمة مزقا مزقا وهاجر ابناؤها في اغلب اصقاع العالم. والتهمت
الطائفية جسم الامة الموحد. والتهم الطغيان الشعب. والتهمت الهزيمة بغداد ، و دمشق ، وصنعاء
وجعلت من القاهرة في
حالة موت سريري ، واصبح طريق تحرير
عواصم الحضارات يمر عبر عواصم دول الاستعمار والحقارة . وغاب أو غُيب
الدعاة المقاومون
الاوفياء في سجون الظلم . فضيعنا البوصلة الحقيقية وضيعنا معها ما كان قد تحقق على طريق النضال.
لقد نحرنا الحاضر
بالماضي. و المستقبل بالحاضر. فإذا نحن امام مرحلة بلا هوية جامعة. يا للأسف نحاول جاهدين تشويه وقتل قضيتنا الجامعة بالصراع بها وعليها من أجل السلطة والمصالح
الحزبية الضيقة في عواصم العز. من دون ان نوحد الخطاب السياسي الإسلامي المعتدل ومن دون نتعلم العبر والدروس من اخفاقات الماضي
وفشله. فإذا نحن لا شيء يذكر امامالعالم ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق