الجمعة، 2 ديسمبر 2016

حلب يا رب حلب وربنا




حلب  يا  عروسة   الأرض  ومنبت  الياسمين  وعبقه  الزكي  ، ضعيفة   هي  الكلمات  منهارة  ركيكة تترجف أطرافها  ولا تقوى  أن  تتفوه   وتصف  الوحشية والدمار والخراب   الذي  أحدثه  ضباع   العالم في  سوريا  عامة  وحلب  خاصة   ، تخونك اللغة عندما تريد أن تصف  مناظر  الأشلاء  ، وصرخات الأمهات  ،ودموع   الأباء ،  بل و تتجمد الحروف و تغدو طفلاً أمام تجربته الأولى لكتابة موضوع للتعبير في مادة اللغة العربية.

الكلمات ناضحة بالألم فـ لون  الدم  في كل  مكان والأشلاء تملأ الشوارع   ، نحن  اليوم  نعيش   حياتنا بخجل   كوننا نعيش الهزيمة والإحباط ألف مرة في اليوم. من دون ان نستطيع أن نغير  شيء  في  الواقع  بسبب  عجز  الإرادة ،وليس لـسبب  آخر.
لم نعد نعتز   بأنفسنا ناهيك  عن  تاريخنا  كما كنا في الماضي القريب   من هول   الخذلان  لأبناء الشام  وغيرها ،سقطت ورقة التوتعن  سوءات  دعاة القومية ....... لقد نكسوا بوعودهم وهربوا من خنادق الشرف . وتركوا ابناء الشام   العزل فريسة   للذئاب   بل   كانوا  عونا  للمعتدي  قولا وفعلا . لقد أضعنا   أنفسنا  عندما   أصغينا  الى   هرتقاتهم وتركنا  همسات  دعاة  الوسطية من العلماء والكتاب ، فضاعت الأمة مزقا  مزقا  وهاجر ابناؤها في اغلب اصقاع العالم. والتهمت الطائفية جسم الأمة الموحد. والتهم الطغيان الشعب. والتهمت الهزيمة بغداد   ، و دمشق  ، وصنعاء  وجعلت  من القاهرة  في  حالة موت سريري  ، واصبح طريق تحرير عواصم الحضارات يمر عبر عواصم دول الاستعمار والحقارة . وغاب   أو غُيب   الدعاة  المقاومون الاوفياء في  سجون  الظلم . فضيعنا البوصلة الحقيقية وضيعنا معها ما كان قد تحقق على طريق النضال.
لقد نحرنا الحاضر بالماضي. و المستقبل بالحاضر. فإذا نحن امام مرحلة بلا هوية جامعة. يا  للأسف  نحاول   جاهدين تشويه وقتل قضيتنا الجامعة  بالصراع بها وعليها من أجل السلطة والمصالح الحزبية الضيقة في عواصم العز. من دون ان نوحد الخطاب السياسي  الإسلامي المعتدل  ومن دون نتعلم العبر والدروس من اخفاقات الماضي وفشله. فإذا نحن لا شيء  يذكر  امام العالم  ..

الحقيقة  المرة   ان  الله  ابتلي الثوار الشجعان بالحلفاء الجبناء فيما حظي أنظمة  القمع الجبانة  بأشجع الحلفاء قولا و فعلا.
 وأنا  اليوم   استمع  الى  خطبة  الجمعة  التي  خصصت  لحلب  كنت  استرق  النظر  الى  وجوه  الناس   قلت   في  نفسي  قد تستطيع الكلمات  و القوافي و الرسوم و الأغاني أن تُبكي أي إنسان في أي مكان في العالم على ما يحدث في حلب , والحقيقة المرة  انها  لا تستطيع أن تسقط الطائرة ..الطائرة  لا  يسقطها  الا  صاروخ ،
الدموع لا تسقط الطائرات ولا  الخطب  ولا الكلام المرتب  كنت  أتمنى  ان  يعلن  الخطيب  النفير  بالمال لصالح  المقاومة   لكن  ليس  كل  ما  يتمناه  المرء  يدركه .









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق